كما يدل عليه إسمها، هذه المحطة التي تقع في ضواحي مدينة شلغوم العيد ولاية ميلة كانت تسمي سابقا شاطو ناف بشرق الجوائر العاصمة و تتميز بالنمط المعيشي لهذه المجموعة العرقية إذ أن المنتوج الصناعي لهذه المجموعة يتطابق تماما مع المنتوج الأجيال السابقة التى ورثوا عنها هذه الصناعة إستعمال الحجر في شكله الخام، ثم إستغلال نيكلييوس. و تعرف هذه المنطقة حاليا حالة من التطور من حيث البناء و التغذية و حتى من الناحية الجمالية. فالساكن بهذه المحطة و بالنظر إلى الوسط الفيزيائي لهذه المنطقة المسطحة الخالية من التاضريس و الملاجئ مثل المغارات و الكهوف كان لزاما على بناء جدران لعزل الزوار غير المرغوب فيهم، الذين كانوا يحومون حوله بالليل بالإضافة إلى أنه كان يضئ البيوت التى تقع في مداخل الملاجئ كوسيلة للحيطة و الدفاع عن النفس إذن فما هي المواد المستعملة في البناء ؟ يؤدي بنا الكشف على بقايا كثيرة لصدائف الحلزون الذي أدى إلي تسمية الحلزونيات إلى الإفتراض بأن هذا الحيوان لعب دورا كبيرا في عملية البناء. ففي الفترة النيوليتية كان السكان يستهلكون هذه المادة بكثرة. و كان الحلزون يستعمل لتدعيم البنايات و الجدران المكونة إنطلاقا من الفخار المجفف في أشعة الشمس لمنعها من التفتيت و التهشيم. و كانت تستعمل كمادة للتزين نظرا لوجود الثقوبات المشكلة بفضل المحكات التى تستعمل لإخراج الحيوان من الصدفة ثم تستعمل كحرز حسب المعتقدات السائدة آنذاك لإبداء الأرواح الشريرة و تخفيف الآلام. و يدل خبث الحديد الذي تم إكتشاف بقايا له على وجود عادات التجميل و الوشم في أوساط السكان في تلك الفترة. و تدل التحولات التى خضعت لها مختلف القطع المدروسة في هذه المحطة، على وجود نوع من البحث على تحسين الظروف المعيشية من طرف إنسان أمو سابين مشتى العربي في فترة إيبرو موريزيان. حيث تميز هذا الإنسان بإنتاج أدوات تصنع أساسا من مادة السيلاكس كمشط من مادة السيلاكس بالإضافة إلى الإبر الحادة المصنوعة من مادة العظام كما تتميز بممارسة للوشم و بناء الأسوار الحامية التى كان يبقى بجانبها نيران ملتهبة طيلة الليل كوسيلة لتفادي الزيارات الليلية الغير المرغوب فيها.

عودة إلى الصفحة السابقة